كتب: عبد الرحمن الفار
ساعات الصباح المبكر تدق و على عجلة الإفطار و ارتداء ملابس العمل أو البزة العسكرية و النزول للشارع للركوب في أحد سيارات الأجرة للوصول إلى مكان العمل . و بعد الانتهاء من دوام العمل هنالك وقتاً للراحة و الغداء قبل الذهاب إلى الملعب و التدرب مع الفريق المحلي لهذا اليوم , أما في اليوم التالي فلديه تدريب مع المنتخب و لكنه صباحاً و في موعد الوظيفة أو العمل , إذاً الحل هو أخذ الإذن لمغادرة العمل و الذهاب من أجل تدريبات المنتخب . هذه حالة , و حالة أخرى في الصباح لديها حياة جامعية و وقت الظهيرة في العمل قبل الذهاب إلى التدريبات مع النادي أو مع المنتخب و التدريب الصباحي يعني أن المحاضرات ذهبت أدراج الرياح .
هذا ليس لاعب كرة قدم هاوي إنه لاعب منتخب وطني , لديه جامعة للدراسة , عمل , حياة عادية و بسيطة جداً .. هكذا هو الحال بالنسبة للاعبي كرة القدم الفلسطينية لذا فلا تستغرب عند الذهاب إلى السيرة الذاتية لأي لاعب فلسطيني و تجد هنالك خانة للوظيفة فهي حتماً غير لاعب كرة قدم .
إذن ماذا يعمل لاعب المنتخب الفلسطيني بجانب لعب الكرة ؟!
قبل التطرق للإجابة دعونا نحذف كلمة لاعب كرة قدم من قاموس السيرة الذاتية لأنها ليست مهنة هنا إنما هي وسيلة للخروج من الظروف و الأوضاع الراهنة . فكرة القدم في فلسطين وسيلة من وسائل الترفيه عن النفس و الخروج من دائرة المشاكل النفسية . لذا كرة القدم لا يجني اللاعب من خلفها أي راتب مالي و إن كان البعض يتقاضى أجوراً لتغطية التكاليف الشخصية من لباس و حذاء رياضي و مصاريف المواصلات .
و رجوعاً إلى العمل و وظيفة اللاعب الفلسطيني فستجد أن الغالبية تعمل في أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية و هنالك من يعمل في بعض الوزارت مثل موظف في وزارة الشباب و الرياضة و هنالك من يلجأ لبعض الأعمال الشاقة مثل أعمال البناء و الدهان و غيرها ....
تسير الظروف بهذا الترتيب و النظام في معظم الأحيان و لكن حالة الطوارئ عند هؤلاء اللاعبين تُعلن عند أية مشاركة خارجية للمنتخب . التدريبات تُكثف و لا وقت للالتفات إلى الحياة الشخصية فأنتم على موعد مع الخدمة الوطنية . حسناً إلى التدريبات و إلى المعسكر الخارجي في الأردن الشقيق أو مصر الحضن الدافئ للكرة الفلسطينية . و يبدأ العد التنازلي و عامل اللياقة هو نقطة الضعف الملازمة لجميع مشاركات المنتخب و السبب حياة لاعب المنتخب الذي لا يُلام عليها .
العودة إلى أرض الوطن و كلمة هاردلك مع مكافئة مالية قليلة لا تتعدى 100$ هي مكافئة اللاعب و عودة من جديد إلى نظام حياة لاعب كرة قدم فلسطيني .
" الشاعر يمدح من أجل صاحب المال , و لكن غداً يذهب صاحب المال و يبقى مدح الشاعر " لذا تذكروا أنكم في قلوب عشاقكم دائماً فلا تنتظروا نظير حُسن صنيعكم
و دمتم رجالاً من أجل الوطن .
