مـنـتـديات نـــــمــــور الاتــحــــاد
أهلا وسهلا بك في منتديات نمور الاتحاد..

إذا كنت عضو فــ تفضل بستجيل الدخول ..

وإذا كنت زائر جديد فــ تفضل بالتسجيل ..
مـنـتـديات نـــــمــــور الاتــحــــاد
أهلا وسهلا بك في منتديات نمور الاتحاد..

إذا كنت عضو فــ تفضل بستجيل الدخول ..

وإذا كنت زائر جديد فــ تفضل بالتسجيل ..
مـنـتـديات نـــــمــــور الاتــحــــاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نمور الاتحاد لا تعرف المستحيل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
مـــنـــتــــديــــــات نـــــمـــــورالاتـــــــحـــــــاد تـــــرحـــــب بـــــــكــــــــم

 

 !!!تحيه الاسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طَبَعَيَـ سَمَوَحَـ
اداري المنتدى
اداري المنتدى
طَبَعَيَـ سَمَوَحَـ


عدد المساهمات : 109
تاريخ التسجيل : 04/01/2011

!!!تحيه الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: !!!تحيه الاسلام   !!!تحيه الاسلام Empty2011-01-05, 14:06

" تحية الاسلام
أبعدت الغطاء الثقيل عن جسدها ...‏
بكسل ولا مبالاه اكتسبتهما بحكم العادة، وبقايا النوم تفّر من أهدابها كأسراب من فراشات النور الملونة، بعد أن رنّ جرس قلبها وتفتح النرجس في عينيها بالق وانبهار.‏
تمّطت باسمة في سريرها، تحسّ بالرضا والألفة . فكل ما حولها قريب إلى نفسها وحميم، الساعة التي تشير إلى السادسة صباحاً، والأوراق المتناثرة، والكتب التي قرأتها والتي لم تقرأها بعد.‏
[size=12]وقطع الحجارة ذات الأشكال الغريبة والألوان المتناثرة، التي أطلقت عليها أسماء وهمية تناديها بها فهذا جلجامش وصديقه انكيدو وهذه أو رنينا وأيا، حجارة قاسية من الصوان شكلتها أصابع نهر الفرات، وحين انحسرت مياهه خلفها على الشاطئ كتقدمة وثنية غامضة .‏
[size=12]وفجأة قفزت من سريرها وكأنها تنبهت إلى شيء نسيته . اسرعت إلى النافذة تفتحها لتستقبل صديقتها الأبدية الشمس، متحاشية صرير خشبها العتيق.‏
[size=12]- مرحباً بك يا صديقتي.‏
[size=12]همست في تبتلٍ صوفي، ثم اردفت :‏
[size=12]- ما رأيك بقليل من البابونج الدافئ؟‏
[size=12]ولم تنتظر جواباً، أسرعت تضع " الركوة " على الغاز السفري الصغير وقد ملأتها ماء من الإبريق الزجاجي، وكان أمامها ما بقي لها من ارث جدتها المرحومة - طيب الله ثراها- فتلت الفاتحة على روحها، وتذكرت آخر وصاياها التي اعتادت على إزجائها :‏
[size=12]- القلب مثل التنور بدون نار، لايطلع منه خبز حار، فدعي قلبك مشتعلاً على الدوام لتذوقي طعم الحياة .‏
[size=12]انتبهت على نشيش الماء في الركوة وهو يغلي ويتّصاعد منه البخار بعد أن كانت شاردة في آخر لحظاتها مع جدتها التي خصتها بالقطعة الوحيدة المتبقية من جهاز زواجها وهي المرآة ) وحجتها في ذلك أن المرآة افضل صديقة للمرأة والدليل على ذلك أن اسميهما من جذر واحد.‏
[size=12]ألقت بحفنة من البابونج في الماء ثم أطفأت النار، ففاحت رائحة عبقه من الركوة فغطتها، وقد أحست بكل مسامّها تتفتح لتستقبل روحاً سرّية تطلع من تلك الرائحة. ومثل لصّة تسللت إلى المغسلة .احنت رأسها تحت صنبور الماء المتدفق للحظات . ثم رفعته وقد زادها ذلك يقظه وإحساساً بالعيش فلفت رأسها المبلل بفوطة ) وعادت إلى الغرفة، حملت صينية نحاسية إلى النافذة ورفعت غطاء الركوة، ثم سكبت فنجاناً لها، وآخر لصديقتها الشمس، وبدأت رحلتها اليومية التي تمضي دون مفاجآت غالباً.‏
[size=12]مدت أصابعها الرشيقة الباردة - الأصابع الباردة لا تملكها إلاّ امرأة عاشقة كما يؤكد العرّافون والدليل على ذلك ما جاء في رقم طيني من عصر إيبلا يقول:‏
[size=12]أيتها المرأة العاشقة ...‏
[size=12]اسقطي ثلجك لتوقدي ناري...‏
[size=12]فأنا احترق من البرد.....‏
[size=12]...........................‏
[size=12].............................‏
[size=12].............................‏
[size=12]........لا تستفزي قلبي‏
[size=12]فتحت الثلج تنمو أجمل الأزهار‏
[size=12]فالثلج دثار ... معطف .....‏
[size=12]........................(1)
[size=12]مدت أصابعها كي تفتح المذياع، فتذكرت نصيحة جدها الحكيم :‏
[size=12]- تمطّي وأنت تصغين إلى النغمة الجميلة الساحرة، فهي تحمل نسائم الحياة الحرّة، أما أخبار الجثث التي قتلت ليلاً وأنت نائمة، فدعيها تدفن وأنت نائمة أيضاً، فصديقنا مهدي لا يحبّ ذلك .‏
[size=12]- من مهدي يا جدي ؟‏
[size=12]- مهدي ؟ هو مهدي .‏
[size=12]- لم أفهم شيئاً.‏
[size=12]- مهدي كان صديقاً عجيباً عرفه أجدادي من قبلي كما عرفه الناس .‏
[size=12]- وكيف ؟‍‏
[size=12]- لا أدري كيف ؟ لكن ما أدريه أنهم كانوا ينتظرونه في سنوات المحل غيمة ماطرة وسنوات الحرب برداً وسلاماً يطفئ النار، وفي المجالس ابتسامات وحكايات ساحرة، وإذا مرض المريض عادة، وإذا تعسرت ولادة امرأة جاء الليل يأخذ بيدها إلى شاطئ الأمان، وإذا بكى طفل جائع جاءه بعلبة من الحليب ليشبع جوعه، ولا يفرق في ذلك بين دين أو دين، ملة أو ملة ، لون أو لون، ربما نراه في قصر من القصور صباحاً، وفي كوخ من الأكواخ الزرية ليلاً، جدتك كانت تسمية الأمير، وأنا اسميه مهدي ... وله أسماء كثيره وهو لابد أن يظهر يوماً .‏
[size=12]- ولم اختفى يا جدي؟‏
[size=12]- أنه غائب حاضر.‏
[size=12]- لا أفهم ياجدي .‏
[size=12]- غائب لأننا لا نراه، وحاضر لأنه يطعم الحمام من كفه، ويروي الزيتون من دمعه .‏
[size=12]- الله يا جدي . كم هو جميل صاحبك .‏
[size=12]ومن المذياع تعالى صوت فيروز يغطي كل تلك التخيلات الهادئة، مساحة من المخمل والموسيقى :‏
[size=12]أنا يا عصفورة الشجن مثل عينيك بلا وطن‏
[size=12]صبّت لنفسها فنجاناً آخر من البابونج .‏
[size=12]ثم أكملت ارتداء ثيابها أغلقت باب غرفتها المشتركة في مسكن تملكه عجوز مع ابنتها العانس، وكانت تتوقع في كل لحظة أن تداهمها العجوز لتبدأ سلسلة من الشكاوي التي سببها دائماً الغلاء ، غلاء في أسعار الخضار، غلاء في أسعار الماء، غلاء في أسعار الكهرباء وهنا المشكلة فهي لا تملك ما يستحق ان تشكو منه العجوز فعدا المذياع والمصباح ليس لديها شيء آخر، فثيابها تغسل ولا تكوى، وشعرها دائماً أسير قيد إلى الخلف يسترسل باستسلام ومع ذلك فهي تحب السكنى لديها لأنها ألفت ذلك وخلق الإنسان الوفاً.‏
[size=12]ارتدت معطفها حين شعرت أن الغرفة قد مّسها البرد، وتناولت فنجان البابونج الدافئ، ثم أغلقت النافذة وقلبها يرتجف مثل سعف النخيل، فتذكرت كم كانت تشعر بهذه الحالة الرائعة، حين كانت تنطلق إلى الفرات في أيام العطلات الأسبوعية، تدفن قدميها في الرمل البارد، وتتصلّب مثل شجرة طرفاء عارية وعيناها ترمقان الأفق البعيد، حيث جبل البشري يمتدّ طويلاً وعالياً في العراء الأشهب ، وقلبها يدق معلناً بدء حياة متجددة بقوة وجموح حصان فتيّ .‏
[size=12]ألقت نظرة أخيرة على هندامها البسيط، وعلى الموجودات في الغرفة، وقد راودتها فكرة لِمَ لا تضع أحمر الشفاه على شفتيها ثم هزّت رأسها وغمزت بطرف عينيها صورة الطفل الجميل الذي تمنت كثيراً أن يكون ابنها وهمست :‏
[size=12]- ما رأيك بهذا اللون ؟ يجنن أليس كذلك ؟‏
[size=12]وانطلقت ضحكة صاخبة من حلقها، وهي تجتاز غرفتها إلى ساحة البيت. لقد نسيت أن تستمع إلى أخبار السابعة كعادتها، فهزّت رأسها وهي لا تتوقع جديداً، وفي منتصف الطريق كانت تقف جارتها العجوز :‏
[size=12]- صباح الخير يا خالة.‏
[size=12]صباح الخير.‏
[size=12]ردت المرأة بودّ فهي تكنّ لها مودة خاصة ثم أردفت :‏
[size=12]- إلى أين يا ابنتي ؟‏
[size=12]- إلى الدوام .‏
[size=12]أيّ دوام؟ ألم تسمعي أخبار الصباح؟‏
[size=12]فتحت عينيها بدهشة واستغراب:‏
[size=12]- أخبار الصباح ؟‏
[size=12]- نعم‏
[size=12]- لم أسمعها‏
[size=12]- اليوم عطلة رسمية .‏
[size=12]- عطلة رسمية ؟‏
[size=12]- نعم .‏
[size=12]- وما المناسبة ؟‏
[size=12]- تعالي ............ تعالي واشربي معي القهوة اليوم.‏
[size=12]- القهوة ؟‏
[size=12]- نعم فاليوم كما قال الراديو " حداد عالمي"‏
[size=12]- أنا لا أفهم .‏
[size=12]- سأفهمك يا بنتي .‏
[size=12]وجلستا معاً، متقابلتين وجهاً لوجه، وقد بدا على وجه العجوز حزن حقيقي. أما الفتاة فكانت في قمة الدهشة. قالت العجوز وهي تسكب السائل الأسود في الفنجان بهدوء:‏
[size=12]- يقولون هذا الذي كنت تحدثينني عنه قد مات، قتلوه ليلاً.‏
[size=12]- من تقصدين يا خاله ؟‏
[size=12]- هذا الذي نذكره حين نلقي تحية السلام ؟ والذي تحمله الحمامة في منقارها علامة الخير .‏
[size=12]- السلام .‏
[size=12]هو رحم الله والديك، قتلوه وهو يقطع الشارع يحمل علبة حليب لطفل يتيم من أطفال ........أطفال ........ والله نسيت .‏
[size=12]أسرعت إلى غرفتها ......... ألقت بنفسها على السرير وراحت في نشيج طويل وظل الطفل في الصورة المقابلة للمرآة ................. يبتسم .‏
[size=12](1) - يبدو أن المساحات البيضاء خروم بفعل الطبيعة أو الرقيب .والله أعلم ؟‏
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
!!!تحيه الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتـديات نـــــمــــور الاتــحــــاد :: منتديات نمور الاتحاد العامة :: قصص-رويات-
انتقل الى: